2025-07-04 14:58:41
في الآونة الأخيرة، شهدت العلاقات بين مصر وإثيوبيا والصومال تطورات مهمة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، حيث تسعى هذه الدول إلى تعزيز التعاون أو تجاوز الخلافات التاريخية، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
العلاقات المصرية الإثيوبية: بين التعاون وأزمة سد النهضة
تظل قضية سد النهضة الإثيوبي أحد أبرز الملفات الشائكة بين مصر وإثيوبيا، حيث تؤكد القاهرة على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوقها المائية في نهر النيل، بينما تصر أديس أبابا على مواصلة الملء الثاني للسد دون اتفاق نهائي. وقد شهدت الأشهر الماضية مفاوضات متقطعة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، لكن دون تقدم ملموس.
من ناحية أخرى، تسعى البلدان إلى تعزيز التعاون في مجالات أخرى مثل التجارة والاستثمار، حيث تعتبر إثيوبيا شريكًا اقتصاديًا مهمًا لمصر في منطقة القرن الأفريقي.
مصر والصومال: تعاون أمني واقتصادي متنامي
تشهد العلاقات المصرية الصومالية تطورًا إيجابيًا، خاصة في المجال الأمني، حيث تقدم القاهرة الدعم لمواجهة التهديدات الإرهابية وتعزيز الاستقرار في الصومال. كما تتعاون البلدان في مشاريع تنموية، بما في ذلك البنية التحتية والرعاية الصحية.
في المقابل، يسعى الصومال إلى تعزيز علاقاته مع الدول العربية، بما فيها مصر، لتحقيق التوازن في سياسته الخارجية، خاصة في ظل التوترات مع إثيوبيا حول قضايا مثل اتفاقية المياه مع إقليم أرض الصومال المتمتع بحكم ذاتي.
إثيوبيا والصومال: خلافات حدودية وتوترات سياسية
تشهد العلاقات الإثيوبية الصومالية توترًا متزايدًا بسبب الخلافات حول الحدود والاتفاقيات المثيرة للجدل، مثل مذكرة التفاهم الموقعة بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال، والتي تسمح لأديس أبابا بالوصول إلى البحر عبر ميناء بربرة. وقد أدى ذلك إلى احتجاجات رسمية من الحكومة الصومالية، التي تعتبر الاتفاق انتهاكًا لسيادتها.
الخاتمة: مستقبل العلاقات الثلاثية
رغم التحديات، تبقى هناك فرص لتعزيز التعاون بين مصر وإثيوبيا والصومال، خاصة في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية. ومع ذلك، فإن حل الخلافات العالقة، مثل أزمة سد النهضة والنزاعات الحدودية، سيكون حاسمًا في تحديد مستقبل هذه العلاقات.
في النهاية، يتطلب الأمر حوارًا بناءً والتزامًا بالمصالح المشتركة لضمان استقرار المنطقة وتحقيق التنمية المستدامة لشعوبها.